خاص _ حمزة عماد
أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل تنفيذ حرب إبادة ممنهجة ضد سكان قطاع غزة، بعد مرور أكثر من 600 يوم على بدء العدوان، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" قتلت وجرحت نحو 20% من سكان القطاع، وتدفع بالباقين نحو ظروف كارثية ترقى لمحاولة إفنائهم وتهجيرهم قسرًا.
وقال عبد العاطي خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب"، إن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا خطيرًا في الهجمات العسكرية، باستخدام مفرط ومحرم دوليًا للأسلحة، أدى إلى استشهاد 324 فلسطينيًا وإصابة 572 آخرين خلال 72 ساعة فقط، نتيجة استهداف مراكز الإيواء، والخيام، والمنازل، وحتى المدارس والمستشفيات، ومن أبرز هذه المجازر استهداف مدرسة فهمي الجرجاوي وسط مدينة غزة، والتي أسفر عن استشهاد 36 مواطنًا بينهم 18 طفلًا و6 نساء.
وأضاف أن قوات الاحتلال تتبع خطة تدمير شامل للبنية التحتية في شمال غزة وخان يونس ومحيط رفح، ضمن ما يسمى بخطة "عربات جدعون"، بهدف الاستحواذ على 75% من مساحة القطاع، وتكثيف التهجير نحو مناطق محاصرة ومعزولة أشبه بالسجون.
وأشار عبد العاطي إلى أن عدد ضحايا العدوان منذ استئنافه في 18 مارس الماضي بلغ حوالي 4000 شهيد و11 ألف جريح، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب إلى نحو 70 ألف شهيد ومفقود و123 ألف مصاب. كما تسبب العدوان في نزوح أكثر من 90% من السكان، وتدمير 88% من المنازل والمنشآت الحيوية، فيما يعاني القطاع من مجاعة كارثية وانهيار تام للنظام الصحي.
وحذر رئيس "حشد" من عسكرة المساعدات الإنسانية بعد فشل خطة توزيعها عبر شركاء أمريكيين و"إسرائيليين"، حيث سادت حالة من الفوضى وانعدام السيطرة وسط إطلاق نار واعتقالات في مراكز التوزيع بمحيط رفح، داعيًا المجتمع الدولي إلى رفض عسكرة المساعدات وضمان دخولها بشكل آمن ومنظم.
وأكد عبد العاطي خلال حديثه أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من بينها استخدام سلاح التجويع، واستهداف المدنيين، والصحفيين، والعاملين في المجال الإنساني، لافتًا إلى استشهاد الصحفي حسان أبو وردة، مدير وكالة برق غزة، و222 صحفيًا آخرين منذ بدء العدوان، بالإضافة إلى أكثر من 478 من العاملين في المجال الإنساني.
ودعا شعوب العالم والمناصرين للعدالة إلى تكثيف جهود التضامن مع الفلسطينيين والضغط على الحكومات لوقف المجازر، وتوفير الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، وإنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة المنكوب.
وفي ختام تصريحه، طالب عبد العاطي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وفرض العقوبات على "إسرائيل"، وإحالة المسؤولين عنها إلى القضاء الدولي، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي يُعد تواطؤًا مع الاحتلال، ويُكرّس سياسة الإفلات من العقاب.