خاص/ شهاب
قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة تحت اسم "مركبات جدعون" يأتي في توقيت حساس، بالتزامن مع مفاوضات متقدمة وجهود وساطة مكثفة لوقف إطلاق النار.
وأوضح عفيفة في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن إعلان الاحتلال في هذا الوقت يشير إلى احتمالين: إما سعي الاحتلال لفرض معادلة ميدانية جديدة لتحسين موقعه التفاوضي، أو أنه يتهرب من استحقاقات الاتفاق ويلجأ إلى التصعيد كخيار بديل.
وبيّن عفيفة أن هذا الإعلان لا يمكن فصله عن المأزق الذي يعانيه الاحتلال منذ بدء الحرب، إذ فشل خلال أكثر من عام ونصف في تحقيق أهدافه المعلنة، سواء بكسر بنية المقاومة، أو استعادة الأسرى، أو فرض واقع أمني جديد في القطاع.
وأشار إلى أن إطلاق عملية عسكرية تحت مسمى جديد هو محاولة لإعادة تدوير الفشل ضمن رواية وهمية عن إنجازات ميدانية، مشككًا في قدرة "مركبات جدعون" على تحقيق ما عجزت عنه "السيوف الحديدية" وغيرها من العمليات السابقة، في ظل تغيّر المعادلة الميدانية وتنامي خبرات المقاومة الفلسطينية.
كما نوّه عفيفة إلى أن الاحتلال يواجه تصدعًا داخليًا على المستويين السياسي والعسكري، في حين أن المقاومة اليوم تقاتل بدافع السلاح والمعنويات، مدفوعةً بإصرار شعبي يتحدى التهجير والاقتلاع.
وحول ملف النزوح، قال عفيفة إن سكان غزة لم يعودوا يرون في الدعوات إلى النزوح سوى فخاخ تهجير دائم، بعدما اختبروا زيف "الممرات الآمنة" التي قادتهم إلى المقابر.
وأكد أن أي دعوة جديدة للنزوح ستُقابَل بالرفض الشعبي، باعتبارها امتدادًا لمشروع اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
وفيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، حذر عفيفة من أن أي تصعيد عسكري واسع قد يُعرضهم للخطر، ما قد يُحرج الاحتلال أمام جمهوره، ويحوّل الملف من "أسرى" إلى "مفقودين"، مع تصاعد حالة الغضب في الداخل الإسرائيلي نتيجة هذا الفشل.