تقرير ما هي أبعاد فرض اليمن حصارً جويًا على "إسرائيل".. وما تأثير ذلك على معادلات الحرب؟

ما هي أبعاد فرض اليمن حصارً جويًا على "إسرائيل"

خاص _ شهاب 

في خطوة تصعيدية تحمل أبعادًا استراتيجية، أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية فرض حصار جوي على "إسرائيل" في ردٍ على تصعيد العمليات العدوانية على غزة.

هذا الحصار تضمن استهدافًا دقيقًا لمطار "بن غوريون"، أبرز المرافق الحيوية في "إسرائيل"، وهو ما شكل تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة بين الأطراف المختلفة في المنطقة.

وأعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله"، يحيى سريع، الأحد الماضي، عن استهداف مطار بن غوريون في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي.

وأكد أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية، مشيرًا إلى فشل منظومات الدفاع الجوي "الأميركية" و"الإسرائيلية" في اعتراضه.

كما ذكر أن القصف أدى إلى هروب أكثر من ثلاثة ملايين "إسرائيلي" إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لأكثر من ساعة، إضافة إلى ذلك، وجهت جماعة "أنصار الله" تحذيرًا لشركات الطيران العالمية بعدم استئناف الرحلات إلى المطار "غير الآمن"، مما يعكس تأثير الحصار الجوي المفروض.

هذا الهجوم جاء في إطار الرد على توسيع العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في غزة، حيث أكد يحيى سريع أن الحصار الجوي سيكون عبر تكرار استهداف المطارات، وعلى رأسها مطار "بن غوريون"، موضحًا أن الجماعة مستعدة لتوسيع نطاق الهجمات إذا استمرت "إسرائيل" في عدوانها على غزة.

ضربة قاسية 

حول هذا القرار العسكري الخطير، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن إعلان الحصار الجوي سيزيد الضغط على حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وأشار الحيلة في حديث خاص لوكالة "شهاب"، إلى أن الحصار يضع المنطقة على صفيح ساخن ويهدد الاقتصاد الإسرائيلي بخسائر اقتصادية ضخمة.

كما وصف الهجوم على مطار بن غوريون بـ "الضربة القاسية" لإسرائيل، مشيرًا إلى أن استهداف هذا المرفق الحيوي سيؤثر بشكل كبير على صورة "إسرائيل" أمام العالم.

رسائل متعددة 

من جهة أخرى، أكد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، الدكتور علي الأعور، أن الصاروخ الذي استهدف مطار "بن غوريون" يحمل رسائل متعددة، أبرزها أن جماعة أنصار الله ما زالت تسيطر على معادلة المواجهة مع "إسرائيل".

وأوضح الأعور لوكالة "شهاب"، أن الحصار الجوي المفروض من قبل أنصار الله سيؤدي إلى تأثيرات اقتصادية مباشرة على إسرائيل، مما قد يدفع الحكومة "الإسرائيلية" للبحث عن حلول سريعة للأزمة المتصاعدة.

 كما أضاف أن أنصار الله لديها القدرة على تنفيذ تهديداتها بدقة متناهية رغم المسافات البعيدة.

وأشار الأعور إلى أن هذه الضربة تمثل فشلًا كبيرًا لمنظومات الدفاع "الأمريكية" و"الإسرائيلية" على حد سواء، خاصةً في ظل اعتماد "إسرائيل" على أنظمة اعتراض متقدمة متعددة الطبقات، مؤكدًا أن هذا الفشل يعكس ضعفًا في المنظومة الدفاعية، وهو ما يعزز من معنويات جماعة "أنصار الله" في الاستمرار في استهداف "إسرائيل".

 التوقعات المستقبلية

الضربة الأخيرة على مطار "بن غوريون" تمثل تحولًا في مسار المواجهة العسكرية في المنطقة، ومن المتوقع أن يؤدي الحصار الجوي إلى تصعيد أكبر في العلاقات بين "إسرائيل" والعديد من القوى الإقليمية، وعلى رأسها جماعة أنصار الله، بالنظر إلى التصريحات الصادرة من قيادات أنصار الله، من المحتمل أن تستمر عمليات الاستهداف للمرافق الحيوية "الإسرائيلية"، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الحكومة "الإسرائيلية" لتغيير استراتيجيتها في التعامل مع غزة.

إن قرار جماعة "أنصار الله" بفرض حصار جوي على "إسرائيل" يبرهن على تطور استراتيجي في المعركة الدائرة في المنطقة، فقد نجحت الجماعة في توجيه ضربة مؤلمة لـ "إسرائيل" من خلال استهداف مطار "بن غوريون"، وهي رسالة سياسية وعسكرية تؤكد حضورها الفاعل في معادلة الصراع، في الوقت نفسه، يظهر هذا القرار فشلًا في المنظومات الدفاعية "الإسرائيلية" و"الأمريكية"، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة
OSZAR »