خاص - شهاب
تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عملياتها العسكرية في مدن الضفة الغربية، حيث يستمر التصعيد العدواني في مخيمات جنين وطولكرم، مع تعزيزات عسكرية متزايدة تشمل الآليات والمدرعات.
وتشهد تلك المدن تصعيدًا كبيرًا، حيث أغلقت قوات الاحتلال الطرقات وأقامت الحواجز العسكرية، ما يعيق حركة المواطنين ويزيد من معاناتهم. في الوقت نفسه، يتم تحويل المنازل والمباني السكنية إلى ثكنات عسكرية بعد الاستيلاء عليها، وسط دمار شامل للبنية التحتية في المخيمات.
وقد أسفر هذا العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 13 فلسطينيًا في مخيم جنين، بينهم طفل وامرأتان، بالإضافة إلى إصابة العشرات واعتقال العديد من المواطنين. كما شهدت هذه العمليات نزوحًا قسريًا للعديد من العائلات، وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المناطق المستهدفة.
من جانبه، قال المحلل السياسي سليمان بشارات إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بوتيرة متسارعة مستغلًا الظروف الإقليمية والدولية لفرض وقائع جديدة على الأرض في الضفة الغربية، تهدف إلى حسم مسألتين جوهريتين: طبيعة الوجود الفلسطيني، وشكل التواجد الإسرائيلي في المنطقة.
وأوضح بشارات في تصريح لوكالة شهاب أن الاحتلال يسعى لتقليص الوجود الفلسطيني إلى مجرد إدارات محلية خالية من أي مظلة سياسية، بحيث لا يكون هناك تمثيل سيادي أو كيان وطني جامع، بل فقط هيئات تقدم الخدمات في إطار إداري محدود.
وأشار إلى أن هذا المسار يهدف إلى نزع البُعد السياسي عن الوجود الفلسطيني، وتحويله إلى وجود وظيفي خاضع بالكامل للرؤية الإسرائيلية.
وأضاف أن تصعيد الاستيطان، ومصادرة الأراضي، ووضع اليد على مساحات شاسعة من الضفة الغربية تمثل أدوات الاحتلال في ترسيخ هذا النموذج الجديد. كما أن إقامة الحواجز والبوابات العسكرية بين التجمعات الفلسطينية تهدف إلى فرض سيطرة كاملة على حركة الفلسطينيين، حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية.
وأشار بشارات إلى أن إسرائيل لا تسعى فقط إلى السيطرة العسكرية التقليدية، بل إلى تأسيس نظام فصل عنصري بنيوي، يعزل الوجود الفلسطيني عن المستوطنات الإسرائيلية بشكل كامل، ويمنع أي تداخل بين الهويتين، بما يعكس نموذج "جيتوهات" مغلقة، تُخضع الفلسطينيين لكل أشكال التضييق والحرمان من مقومات الحياة الأساسية.
واختتم بشارات بأن الهدف النهائي لهذا المشروع هو دفع الفلسطينيين إلى خيارين أحلاهما مر: إما القبول بالواقع المفروض تحت السيادة الإسرائيلية، أو الهجرة من الضفة الغربية بحثًا عن مكان أكثر استقرارًا، وهو ما يمثل أحد أكبر أهداف الاحتلال في المرحلة المقبلة.